top of page
  • صورة الكاتبDr Sami Al Zadjali

من الخاطر: حادثة حصلت قبل 10 سنوات!

قبل 15 سنة،

كنت مثلكم!!


وأنا بالجامعة،

كنت أقول بخاطري:

لما أشتغل وأحصل على راتب

ما رح أقصّر مع الناس

يلي ما قصّروا معي!


ثم أذكر

أول ما توظفت

ما قصرت مع الأقربين

لكن.. لفترة مؤقتة!!

لأني و في عز نشاطاتي

بالفيسبوك (قبل 10 سنوات)

كنت أصرف على نفسي أكثر

وبديت أنسى الإحسان لأغلب الناس!


لكن.. في أحد الأيام

وأنا رايح أزور جدتي بروي،

في نص الشارع (بالحارة)

وّقفتي جارة قديمة لجدتي


هي كانت من جيراننا منذ الصغر

ولما كنت أدرس بالخارج

كانت ترسل لي مكسرات مع

الأغراض يلي يرسلوهم أهلي!


(فكانت من الناس يلي كنت اقول):

بإذن الله ما رح أقصّر معها لما أشتغل


فلما شافتني في الحارة

وقفت وسلمت علي

وقامت تدعي لي

و

حقيقي كنت منحرج لأني

نسيت كرمها ولطفها معي

(لما كنت طالب بالخارج)!


بعدما راحت.. وعدت نفسي:

رح أهديها حاجة مع راتبي القادم!

لكن..

بعد أيام

أو تقريباً أسبوع

إنصدمت لما سمعت عن خبر وفاتها!

(يا الله كيف أثّر فيني الخبر بيومها)!

سبحان الله!

الدنيا ما تنتظر أحد!

والموت يجي بدون موعد سابق!

(ما قدرت أكرمّها مع راتبي القادم)!


هاليوم..

عمري ما رح أنساه!

لأنه علمنّي بأن (الدنيا يومين)

والناس يلي نحبهم ونحترمهم،

ما رح يكونوا موجودين طول العمر


رح نلحق عالفيسبوك!

ولحقانيين عالمظاهر في الإنستقرام!

لكن..

هالناس يلي كانوا متأملين فينا خير

هذولا لو ما لحقنا عليهم

تراهم لو رحلوا.. ما رح يرجعوا!!

(إي والله.. يلي يروح.. مايرجع)!


بالفعل.. الفلوس وسخ الدنيا

أمام هالوعود

يلي قطعناها على أنفسنا ونسيناها!

وأمام حب هالناس وتضحياتهم لنا

وإحنا بالمقابل ما وفيّينا حقوقهم!


ذاك اليوم.. قبل 10 سنوات،

درس.. عمري ما رح أنساه!


خلال هالسنوات العشر

مرت علّي ايام وليالي..

حرّمت فيها نفسي من اشياء كثيرة

بس علشان ما اتأخر على امي او جدتي

او (الناس يلي وقفوا معي طول حياتي)!

و

سبحان الله.. مع السنوات

ربنا صار رازقني أكثر مما أستحق!

بعد 20 سنة من اليوم

(بإذن الله امي وجدتي واهلي سالمين)

(وربنا يخلي لكم اهاليكم وأحباؤكم)،

بإذن الله في يومها

رح التفت للخلف وأقول بخاطري:

الحمدلله فضلّت أهلي على نفسي

ووفيت بوعودي (قدر المستطاع)!

بإذن الله بيومها.. ما تبقى بالقلب حسرة!


ويارب.. كل باحث عن عمل

يعيش هاللحظات عن قريب..

فيروح يفرّح والده ووالدته مع اول راتب

بإذن الله.. قريباً جداً..




bottom of page